المؤلف:
عبد الرحمن حداد
أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق، جامعة مولاي إسماعيل، مكناس
باحث في التدبير العمومي
حول الكتاب
لم يعد التراب المحلي يشكل مجرد إطار للتدبير الإداري، المؤطر من خلال القوانين، بل هو أكثر من ذلك، إذ بإمكانه أن يشكل مجالا لطرح العديد من القضايا المجتمعية، أن يفتح قنوات للحوار العمومي، أن يشكل فضاء لإيجاد الأجوبة وأيضا لتفعيلها والالتزام بها. ويمكن أن ينطبق ذلك على العديد من الملفات والأسئلة الجماعية، بدءا بنظافة المجال وفرز النفايات إلى مقاربة النوع والمساواة وتدبير المرافق العمومية وتحديد وتقييم السياسات، مرورا بمشاكل السير والنقل العمومي والتنشيط السوسيوثقافي وتأسيس علاقة جديدة مع مؤسسات الدولة والمجالس المنتخبة.
إن حديثنا عن رأسمال لا مادي رمزي وعن انتماء على المستوى الترابي لا يعني انغلاق هذا الأخير على نفسه، كما لا يحيل على أي تقوقع عرقي أو لغوي أو ثقافي. صحيح أنه لا يمكن إنكار ما لهذه العوامل من تأثير على درجة الشعور بالانتماء وتعميق هذا الأخير وصيانته وضمان ديمومته. إلا أن أخذها بالحسبان لا يمكن أن يصل إلى حد تفتيت الكيان الوطني الموحد، باعتباره انتماء أعمق وأشمل، وباعتباره الضامن للوحدة وللهوية الجماعية. الانتماء المحلي هو "فقط" تميز في ظل الوحدة، وهو اختلاف في ظل التكامل. كذلك هو حال كل المدن التي تشجع فريقها الرياضي المحلي حتى النخاع، لكن ذلك لا يمنعها من الاصطفاف خلف منتخبها الوطني.
كيف ذلك؟ هذا ما يقترح الكتاب التوقف عنده.