يكاد يجمع معظم المراقبين والباحثين والمتخصصين والأكاديميين في شتى حقول المعرفة العلمية وخصوصا العلوم السياسية والإنسانية، على أن المجتمع المدني دعامة أساسية في بناء الدولة الحديثة في مختلف المجتمعات ســـواء داخــل الدول المتقدمة أو النامية، على الرغم من الاختلافات الجوهرية الواضحة والسياقات التاريخية و السوسيو-سياسية والاجتماعية والاقتصادية التي أسهمت في نشأة المجتمع المدني داخل هذه الدول. من جهة أخرى تعزز حضور المجتمع المدني في هيكلة وشكل الدولة الحديثة، بما أصبح يساهم به من مجهودات جبارة في تسريع عجلة التنمية الشاملة.
تختلف آراء الباحثين حول الأسباب التي بوأت المجتمع المدني هذه المكانة ، بين من يختزلها في تراجع الدولة ، وبين من يرجعها إلى فشل الأحزاب المشاركة في تدبير الشأن العام ، وخصوصا في القضايا الأساسية ذات الصبغة الاجتماعية. و هناك من يرى أن انتشار قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان بين دول العالم أثر بشكل كبير في بروز المجتمع المدني وتعاظم دوره على الصعيدين الإقليمي و العالمي.
لعل ما يهمنا من هذا النقاش اليوم ، هو شبه الإجماع الحاصل حول الحاجة لاستعادة نوع من التوازن في العلاقة بين الدولة والمجتمع، وتجاوز تغول الدولة وهيمنتها، وبالمقابل تطوير المجتمع المدني وعقلنة أدائه، وذلك في ضوء المقتضيات الجديدة للدستور .
و انسجاما مع التوجه العام لمركز الدراسات والأبحاث في التنمية البشرية، والرامي إلى فتح باب النقاش العام حول التنمية في مختلف أبعادها من خلال طرح الأسئلة الحيوية والملحة حول رهانات التنمية وتحدياتها الراهنة، وتماشيا مع رؤية المركز النابعة من الرغبة في تجاوز المقاربة "المركزية" ومحاولة الانفتاح بدلا من ذلك على "الأطراف" من أجل إشراك كافة المهتمين والباحثين في النقاش الدائر حول المجتمع المدني ، جاء اختيار مدينة "وادي زم" لتستضيف ندوة وطنية تحاول الإجابة عن تساؤل مركزي مفاده : " أي دور للمجتمع المدني في تكريس البعدين الحقوقي و التنموي ببلادنا؟"، وهي مناسبة هامة لإعادة النقاش حول الدور الحقيقي للمجتمع المدني وإعادة الاعتبار لمكانته الأصلية وأدواره التاريخية التي يستحقها كفاعل أساسي في البناء الديمقراطي والتنموي، وذلك تفعيلا للوثيقة الدستورية والخطب الملكية العديدة ذات الصلة، والتي ارتقت به إلى شريك أساسي في مجال الإسهام في صناعة وتنفيذ وتقييم السياسات العمومية.
هناك متغيرات كثيرة تسوغ إعادة التفكير متعدد المقاربات والرؤى في مكانة و وظيفة المجتمع المدني من جوانب مختلفة، نركز منها بالأساس على :
في ضوء هذه المتغيرات و المسوغات، يرحب المركز بمشاركتكم في هذه الندوة الوطنية، ويلح عليها؛ وذلك، من الزاوية التي ترونها ملائمة للموضوع في المقاربة والمناقشة والتحليل.
تختلف آراء الباحثين حول الأسباب التي بوأت المجتمع المدني هذه المكانة ، بين من يختزلها في تراجع الدولة ، وبين من يرجعها إلى فشل الأحزاب المشاركة في تدبير الشأن العام ، وخصوصا في القضايا الأساسية ذات الصبغة الاجتماعية. و هناك من يرى أن انتشار قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان بين دول العالم أثر بشكل كبير في بروز المجتمع المدني وتعاظم دوره على الصعيدين الإقليمي و العالمي.
لعل ما يهمنا من هذا النقاش اليوم ، هو شبه الإجماع الحاصل حول الحاجة لاستعادة نوع من التوازن في العلاقة بين الدولة والمجتمع، وتجاوز تغول الدولة وهيمنتها، وبالمقابل تطوير المجتمع المدني وعقلنة أدائه، وذلك في ضوء المقتضيات الجديدة للدستور .
و انسجاما مع التوجه العام لمركز الدراسات والأبحاث في التنمية البشرية، والرامي إلى فتح باب النقاش العام حول التنمية في مختلف أبعادها من خلال طرح الأسئلة الحيوية والملحة حول رهانات التنمية وتحدياتها الراهنة، وتماشيا مع رؤية المركز النابعة من الرغبة في تجاوز المقاربة "المركزية" ومحاولة الانفتاح بدلا من ذلك على "الأطراف" من أجل إشراك كافة المهتمين والباحثين في النقاش الدائر حول المجتمع المدني ، جاء اختيار مدينة "وادي زم" لتستضيف ندوة وطنية تحاول الإجابة عن تساؤل مركزي مفاده : " أي دور للمجتمع المدني في تكريس البعدين الحقوقي و التنموي ببلادنا؟"، وهي مناسبة هامة لإعادة النقاش حول الدور الحقيقي للمجتمع المدني وإعادة الاعتبار لمكانته الأصلية وأدواره التاريخية التي يستحقها كفاعل أساسي في البناء الديمقراطي والتنموي، وذلك تفعيلا للوثيقة الدستورية والخطب الملكية العديدة ذات الصلة، والتي ارتقت به إلى شريك أساسي في مجال الإسهام في صناعة وتنفيذ وتقييم السياسات العمومية.
هناك متغيرات كثيرة تسوغ إعادة التفكير متعدد المقاربات والرؤى في مكانة و وظيفة المجتمع المدني من جوانب مختلفة، نركز منها بالأساس على :
- المحور الأول : المجتمع المدني في ضوء المقتضيات الدستورية الجديدة : الصلاحيات و الآليات.
- المحور الثاني : دور المجتمع المدني في تعزيز حقوق الإنسان و النهوض بها.
- المحور الثالث : المجتمع المدني كشريك في التنمية : الرهانات و التحديات و الآفاق
.
في ضوء هذه المتغيرات و المسوغات، يرحب المركز بمشاركتكم في هذه الندوة الوطنية، ويلح عليها؛ وذلك، من الزاوية التي ترونها ملائمة للموضوع في المقاربة والمناقشة والتحليل.
08H00 – 09H30 : استقبال المشاركين بقاعة الاجتماعات التابعة لبلدية وادي زم
.
10H00 : جلسة الافتتاح يترأسها الدكتور رشيد السعيد ، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، جامعة الحسن الأول، سطات. 10H10 : كلمة السيد رئيس مركز الدراسات و الأبحاث في التنمية البشرية.
10H20 : كلمة السيد رئيس المجلس البلدي لمدينة وادي زم.
10H30 : كلمة عميد/ نائب عميد الكلية المتعددة التخصصات بخريبكة.
10H40 : كلمة السيد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بخريبكة.
10H50: استراحة شاي.
11H20 : الجلسة العلمية الأولى :
المجتمع المدني في ضوء المقتضيات الدستورية الجديدة ودوره في تعزيز حقوق الإنسان والنهوض بها، يترأسها الدكتور محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق، جامعة القاضي عياض، مراكش.
11H30 : " فلسفة المجتمع المدني "، الدكتور محمد الشيكر، أستاذ باحث بكلية الآداب و العلوم الإنسانية، جامعة الخامس-أكدال بالربط.
11H50 : " المجتمع المدني و منظومة القيم، الدكتور سعيد العلام، أستاذ بمركز تكوين مفتشي التعليم بالرباط، ورئيس مركز الدراسات و الأبحاث في منظومة التربية و التكوين.
12H10 : " دور الجمعيات في ترسيخ المواطنة "، الدكتور إدريس لكريني، أستاذ الحياة السياسية و العلاقات الدولية، ومدير مجموعة الأبحاث و الدراسات حول إدارة الأزمات، كلية الحقوق، جامعة القاضي عياض، مراكش.
12H30 : " المجتمع المدني والديمقراطية"، الدكتور حسن قرنفل، أستاذ علم الاجتماع السياسي بكلية الآداب و العلوم الإنسانية، جامعة أبي شعيب الدكالي، الجديدة.
12H50 : الجلسة العلمية الثانية :
المجتمع المدني كشريك في التنمية : الرهانات والتحديات والآفاق، يترأسها الدكتور عبد الإله مرتبط، باحث بكلية الآداب و العلوم الإنسانية ببنمسيك، جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء-المحمدية.
13H00 : " المجتمع المدني و الثقافة الضريبية : أية علاقة وأي دور للمساهمة في الإصلاح الجبائي؟" ، الدكتور مولاي الحسن تمازي، أستاذ العلاقات الدولية والسياسية، كلية الحقوق ، جامعة الحسن الأول ، سطات.
13H20 : " الدور التنموي للجمعيات الثقافية بالمغرب"، الدكتور أحمد شراك، كاتب و أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب و العلوم الإنسانية، سايس-فاس، جامعة سيدي محمد بن عبد الله.
13H40 : " المجتمع المدني و روح المسؤولية "، الدكتور منصور بلخيري ، مختص في المالية العامة و أستاذ زائر بكلية الحقوق، جامعة الحسن الأول، سطات.
14H00 : المجتمع المدني : أي نموذج؟ لأية تنمية؟ "، الدكتور عبد الرحيم العطري ،أستاذ علم الاجتماع و الأنثروبولوجيا بكلية الآداب و العلوم الإنسانية، سايس-فاس، جامعة سيدي محمد بن عبد الله.
14H50 : مناقشة عامة.
15H00 : اختتام أشغال الندوة الوطنية و توزيع شواهد المشاركة على المشاركين في أشغال الندوة.
15H30 : وجبة غداء.