MarocDroit  -  موقع العلوم القانونية
plateforme des décideurs juridiques - Platform of Legal Decision-Makers




مؤلف حديث يناقش الترافع عن المصالح العليا للوطن من زاوية كونه مشترك مغربي بين الفاعل السياسي والحزبي والإعلامي والحقوقي

     



مقدمة الكتاب:

الدفاع عن المقدسات والدستورية لا يتطلب صفة حصرية، والترافع عن المصالح العليا للوطن لا يتطلب مواصفات فئوية أو تقنية محددة… بل هو مشترك مغربي بين الفاعل السياسي والحزبي والإعلامي والحقوقي والقوى الحية وباقي المواطنين عند الحاجة…

لذلك، فقد كان دافعنا لمتابعة ومحاصرة الحملات المسعورة والأخبار الزائفة والتقارير المخدومة على مقاسات العداء للمغرب ولمصالح المغرب ولصورة المغرب… كان دافعنا من منطلق “المواطنة ” وشرف الانتماء إلى هذا الوطن المِعطاء والأمة الولاّدة…

فالدفاع عن كل تهديد للوطن هو واجب مكفول بالدستور المغربي ومن صُلب التقاليد المغربية العريقة لكل المواطنين والمواطنات، سواء بالداخل المغربي أو مغاربة العالم…

كما أن المتابعة والرصد وتفكيك شفرات الأجندات المعادية هو واجب وطني، حيث للنخبة الوطنية ولكل قلم غيور نصيب وافر… إذ يرتفع لمرتبة الواجب الوطني على كل أبناء حزب المغرب العظيم..

وهكذا وبعد إصدار كتاب “الصحراء المغربية …من يملك الحق، يملك القوة…” كمساحة للترافع حول مغربية الصحراء.. وأسهبنا في جرد وقائع التاريخ والجغرافيا … وفي سرد كرونولوجية تطور ملف مغربية الصحراء داخل مجلس الأمن الدولي المكلف الحصري للنظر في ذات الملف… ليصل السجال القانوني والقضائي والإعلامي… إلى تبني المقاربة الواقعية ومبادرة الحكم الذاتي كسقف وحيد وواحد لحل نزاع مفتعل بخصوص مغربية الصحراء… حيث “تكالبتْ” على المغرب قوى أجنبية مباشرة أو بالوكالة كان هدفها هو إضعاف المغرب وعرقلة مسيراته في الديمقراطية والتنمية المستدامة وثوراته الهادئة في الملفات الاجتماعية والصحية والحقوقية…

ونعود اليوم بنفس الشغف والرغبة في تعرية “سرديات” تشوّه كل عناوين الحقيقة التاريخية والجغرافيا لمغربية الصحراء … سرديات ملغومة كُتبتْ بأقلام مأجورة احترفت قلب الحقائق وتجييش الرأي العام مقابل عمولات صعبة وهدايا تودع في الجنات الضريبية…

نعود اليوم بمساهمة جديدة نرصد من خلالها المغامرات الفاشلة التي قادها النظام الجزائري، ونُعري عن صدأ الآليات الجزائرية المختلفة سواء السياسية أو الدبلوماسية أو الإعلامية ومحاولات تجييش المواطن الجزائري في حربها “الدون كيشوتية ” بهدف عزل المغرب عن محيطه العربي والمتوسطي وعمقه الإفريقي…

ولم يعد بخافٍ على أحد تورط النظام الجزائري في أكثر من ملف بخلفيات شيطنة المغرب أو النيل من سمعة رجالاته ومؤسساته السيادية والأمنية بالخارج… حتى أصبح العداء للمغرب هو أهم برامج الانتخابات الرئاسية ومادة الحوارات الإعلامية تفوق الحديث عن طوابير الجزائريين من أجل الحليب واللحم والخبز والأرز … وأقوى إنجازات السياسة الخارجية للنظام العسكري الجزائري فيما يمكن تسميته بـ”المغرب فوبيا “…

ودعونا نذكر بعض أقلام “السرديات المعادية” بملفات شكلت عناصر قوية لفضيحة النظام الجزائري أو “الجزائر غيت” وبصمات أجهزته في ملفات كالبيغاسوس و”غالي غيت” و”قطر غيت”…

وهي كلها محاولات خائبة وفاضحة للأجهزة الجزائرية التي كانت تعود بـ”بخُفيْ حنين ” في كل مرة كانت تحاول تلك الأجهزة الزج بالمغرب في ملفات وقضايا لا علاقة للمغرب بها، سواء من بعيد أو من قريب.. عن طريق ميلشيات إعلامية وأقلام مأجورة مستعدة لذبح الحقيقة من خلال عمليات فبركة ونشر سرديات تقترب من السوريالية وسيناريوهات أفلام الخيال العلمي ومغامرات الكارطون…

لقد حاولنا أن نكون أكثر جرأة من الأقلام المأجورة بطرحنا للعديد من الأسئلة والإشكالات، وكشفنا عن العديد من المواقف الفاضحة لعداء نظام عسكري حشرنا الله معه في الجوار… كلماذا لم يقطع المغرب شعرة معاوية مع الجزائر؟ رغم كل رسائل الحقد والتجييش ورائحة الكراهية في كل مكان!؟ ولماذا يصر المغرب، منذ عقد من الزمن، على مد يده لنظام الجزائر الذي يتنفس عداءً واضحا؟ حتى أصبح المغرب عُقْدته وسياساته العدائية تجاه المغرب عقيدته!؟

صحيح أن ملف الصحراء المغربية يعرف دينامية إيجابية قوية؛ من خلال اعترافات دول وازنة بفعالية وقوة مبادرة الحكم الذاتي، وكذا بفتح قنصليات بمدن الجنوب المغربي خاصة في العيون والداخلة…

وصحيح أن الانتصارات الدبلوماسية المغربية ملأت الدوائر القارية والعالمية، كان آخرها هو الفوز بمنصب رئاسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف في العاشر من يناير سنة 2024….

لكن كل الفضل يرجع إلى الرؤية الملكية المتبصرة والقراءة الاستشرافية والاستباقية وإعلان إحداثيات خريطة التعامل مع المغرب في كل المجالات من خلال نظارة الصحراء المغربية والدعوة إلى الخروج من مناطق الظل أو المنطقة الرمادية… وغير ذلك من الآليات التي جعلت كل أقلام الأعداء تنكسر على صخرة الحق وكل السرديات المعادية مكشوفة، وجعلت من المغرب فاعلًا مسموع الصوت على مستوى العلاقات الدولية من خلال إعلان جلالة الملك محمد السادس عن مبادرات دولية قوية خاصة بالضفة الأطلسية لدول غرب إفريقيا أو تلك الخاصة بدول الساحل ومشاريع الأمن الطاقي خاصة أنبوب الغاز نيجيريا/ المغرب…

لن نكتفي بالحديث عن الانتصارات المغربية على مستوى الدبلوماسية أو تحسين صورة المغرب بالخارج أو الاحتفال بالتنظيم المشترك لكأس العالم سنة 2030 أو التقدم الكبير في ملف مغربية الصحراء ومشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية والمشاركة القوية لأبناء الصحراء المغربية في كل التمارين والاستحقاقات الانتخابية سواء التشريعية أو المحلية وتمثيلهم الحق والقانوني لأبناء الصحراء المغربية في المجالس المحلية وغرفتي البرلمان المغربي ومختلف مجالس الحكامة الجيدة…

بل ندعو القوى الحية والأقلام الوطنية والإعلام في وسائل التواصل الاجتماع وكل أبناء حزب المغرب إلى المزيد من اليقظة والمتابعة، خاصة مع التطور الرهيب والسريع في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي؛ لأننا نتوقع أي شيءٍ من ذلك الرجل المريض/ الجزائر…

فمن جانبنا، سنواصل التفكيك والمتابعة وفضح وبلا هوادة كل محاولات التغليط وتسويق سرديات مغشوشة من طرف تجار المواقف والخونة والمرتزقين والمتربصين بصورة المغرب بالخارج…

وسنواصل مع زاوية جديدة ورحلة تفكيك جديدة من خلال مقالات مختارة تحت اسم “الجزائر.. العقدة والعقيدة ” مع احترام تاريخ نشرها لتكون شاهدة على أسباب نزولها من جهة، ودليلا على الإصرار “المرضي” لنظام الجزائر للإضرار بالمغرب من جهة ثانية…

“كما نحرص على مواصلة انخراط القوى الحية للبلاد، في الدفاع عن المصالح العليا للوطن؛ وفي مقدمتها الوحدة الترابية، التي تظل أسبقية الأسبقيات. فقضية الصحراء، كما سبق أن أكدت أكثر من مرة هي قضية كل المغاربة، وأمانة في أعناقنا جميعًا…”؛ من خطاب العرش 30 يوليوز 2014.

د/ عبد الله بوصوف



الاثنين 22 أبريل 2024
MarocDroit "منصة مغرب القانون الأصلية"

تعليق جديد
Twitter