عرفت الحَضارة الانسانية من عَهد حَمورابي أبِ القوانين الى عَهد المادة الثالثة والعشرين من دستور المغرب الحالي ما يُسمى بقَرينَة البراءة وهي القرينة التي تَظل قائمة رغم كل مُتابعة مهما كانت طبيعتها ورغم خٌطورة الفعل والجُرْم لا يمكن أبدا أن تسقُطَ إلا بِحكم حَائز لقوة الشئ المقضِى به، وهذا الكنز البَشري و التاريخي احتل صَدارة التشريعات والدساتير منذ ميلاد الوعي بالقانون عند الانسان الاول في الغابة قبل الميلاد وما بَعده، ورسخها الزمن قبل اقضاة وقبل القرارات القضائية سواء في الأنظمة الديمقراطية أو الاستبدادية، في المجتمعات البشرية وحتى مجتمعات الحيوانات بمن قييهم الزواحف والدواب والرخويات
والفقريات...
ولم يسْبِق لعَاقل أو مُعاق و لا لعَارف أو أمي أن تجرأ على المساس بحرمة قرينة البراءة بشكل متعمد أو بإرادة مبَيتةُ في تاريخ القضاء المغربي والقضاء الدولي إلا عندما أصدرت غرفة المشورة لمحكمة الاستيناف بمراكش برئاسة رئيس تلك المحكمة قرارا يوم الحادي عشر من هذا الشهر الذي حلل فيه يحرم حدوثه في باقي الاشهر.
وهكذا، فقد أصدرت هذه الغرفة وقضاتها بجلالهم و ووقارهم وزن علمهم ضد نقيب المحامين المنتخب مؤخرا بطريقة شرعية قرارا أبطل انتخابه معللا ما ذهب اليه ان ذلك المحامي المنتخب نقيبا سبق أن توبع من قبل هيئته المهنية تأديبيا قبل خمس سنوات رغم عدم صدور أي حكم بإدانته.
إن قرارا من هذا الحجْم يصعُب وصف درجة تواضُعه، إنه في اعتقادي بكل تَواضع وببسَاطة يشكل قِمة العَبقرية في قَلب قَواعد القانون وانتهاكِ مَبادئ العَدالة، إنه استهتار بالأمن القضائي للمتقاضي الذي لا يُعذر أي قاضي إن هو تهاون في ضمانه في أحْكَامه، إن مثل هذا القرار هو مع كل أسف من يجعلنا نُدرك لماذا تَطاولت إحدى المحاكم الأمريكية للجهر بأنها لا تعترف بقرار قضائي مغربي.
القضاء اليوم بكل ما أوتي من حصانة دستورية ومن ضمانات قاتل من أجلها شعب بكل قواته السياسية والحقوقية والمهنية، وأدى من أجلها ألاف الضحايا من حرياتهم الثمن الباهض بسبب قرارات جائرة يعرفها التاريخ والرأي العام بكل التفاصيل وثقتها تقارير هيئة الانصاف والمصالحة، لا يمكن له أن يعود لسنوات الرصاص بمثل هذا الحجم من الانزلاق في خرق الدستور وفي الاجتهاد فيما لا يمكن فيه الاجتهاد.
فعلى من لا قُدرهَ له على فَهم الفرق بين فَتح مٌتابعة التي تسْقطت من كل اعتبار بقؤار الحِفظ ودون إدانة وما بين المتَابعة التي تنتهي بحكم ابتدائي ثم بقرار نهائي حائز لقوة الشئ المقضي به، عليه أن يتخلى عن وظيفته في القضاء، إذ لا يمكن ان تقض القاضيي بين الناس إلا من كان يمتلك القانون ومن لا يؤوله تأويلا مُحرفا، ومن لا يقدر على فهم معنى وحدود السوابق وفلسفة السابِقة التأديبية أو القضائية لا يمكن له ان يحفظ المتقاضين بمراكزهم القانونية بكل عَدل ونزاهة، ومن يُجرد الانسان من بَراءته ومن مُواطنته وما يتصل بها من حقوق مثل ان حقه أن يكون ناخبا او منتخبا ممثلا لفرد او لجماعة او لأمة لا يمكن بالطبع ان تقلده مَصائر الناس ولا ان يتولى عليهم الحكم والقضاء.
ان قُضاة غرفة المشورة بمَحكمة الاستيناف بمراكش اعتمَدوا لإسْقاط انتخابِ نقيب للمحامين على مجرد فتح متابعة انتهت بقرار قضائي حفظها - والحفظ في لغة التأديب عند القانونيين يسَاوى البراءة - وقالوا بأن فتح المتابِعة وحدها تَمنع من مُمارسة حق من الحقوق المدنية وهو الترشيح لمهمة النقيب، وهكذا فإن هذا القرار الخطير لم يستوعب في مقاربته المتطرفة هاته ولم يدرك آثارها المدمرة لحرية الناس وأمنهم القانوني والقضائي، وهو بهذا التوجه يفتح باب الفتنة وسط ألاف المحامين ويُشجع على فَتح المتابعات يَميناً ويسَارا لوقف طُموح فلان في الترشيح طوال حُياته ولإِبعَاد فلان عن المنافسة للوصول للمسؤولية داخل المؤسسات المهنية،
:ومن هنا يكرس قرار غرفة المشورة وضعا خَطيرا يضرب
. أولا :المشروعية الدستورية التي تحظى بها قرينة البراءة
.ثانيا :يخلق اضطرابا وفوضى في الاستقرار الاجتما
ثالثا :يسيء لمصداقية القرارات القضائية نفسها.
ورابعا: يرجع المغرب من جديد لعهد الشطط القضائي ورصاص الاحكام الجائرة
يَعرف الرأي العَام القضائي والمِــــهني، كم من قاضي يُمارس اليوم مهام الحُكم أو النيابة العامة سَبق و أن صَدر في حقه مقرر تأديبي من المجلس الأعلى للقضاء ولم تقع تنحيته من المهام القضائية بل ولم يسقط حقه في الترقي وربما في تولي مسؤوليات في السلم القضائي، وكم من قاضي فتحت ضده المتابعة التأديبة فقط دون حكم بأية عقوبة في حقه ولم يمنعه المجلس الأعلى للقضاء كذلك يمنه أو ينحيه من مباشرة مهامه، وكم من قاضي أدب لسبب ما وتم نقله الى محكمة اخرى ولم يمنع ذلك من الممارسة، فكيف لقرار محكمة الإستيناف بمراكش اليوم جَنج للهاوية ليصنع من اللا شئ شيئا و يختلق سَابقة مُشيئة لسُمعة القضاء لا نَقبَلها له أبدا.
إن المصِيبة تتجاوز المحَامي الذي أسْقطته غُرفة المشورة برصَاصة الجهل بالقانون وقَتلت مَعه قرينة البراءة، إن المصيبة هي أن الأحكام التي لا تصدر طبقا للقانون كما ينص الدستور على ذلك تكون سَاقطة ومَعدُومَة ولا يمكن تنفيذها، ومن ينفذها يكون كمن يدعو للخروج عن طاعة المشروعية ويكرس الظلم، وفي النهاية تجر مثل هذه القرارات على قضاتنا وعلى احكامهم الشكك والريبة وتضعف من مصداقية المؤسسات.
أعتقد ان المسؤولية الشخصية والمهنية للقضاة المُصَدرين - لصَك قَتل قرينة البراءة - بغرفة المشورة بمراكش، مسؤولية مهنية وأخلاقية لن ينساها تاريخ العمل القضائي السيئ بالمغرب، وأن مسؤولية النيابة العامة لا تقل عنها قوة ومَستوى، ومن هنا لابد أن تتراجع النيابة العامة عن طعنها وتتنازل عنه حتى لا تتدرب على استعمل مسطرة فتح المتابعة فقط أو سلطة المطالبة بالإحالة على مجالس التأديب فقط للتصدي لحقوق ومنع مَمارستها باستبداد مكشوف.
وعكس ما يقوله الشاعر، أقول أنــــــه في الليلة الظلمَاء لا يفـــقتد البــَــــدر،
أعتقد أن النيابة العامة ستستحيي طلب تنفيذ قرار معدوم صدر ضد القانون كما يفرض الدستور.
لأنني على يقين أنه لا زال فينا قضـــــاة ومحاميـــــن من الكبار من لا يُعلموننــــــا السحـْــــــرَ.
والفقريات...
ولم يسْبِق لعَاقل أو مُعاق و لا لعَارف أو أمي أن تجرأ على المساس بحرمة قرينة البراءة بشكل متعمد أو بإرادة مبَيتةُ في تاريخ القضاء المغربي والقضاء الدولي إلا عندما أصدرت غرفة المشورة لمحكمة الاستيناف بمراكش برئاسة رئيس تلك المحكمة قرارا يوم الحادي عشر من هذا الشهر الذي حلل فيه يحرم حدوثه في باقي الاشهر.
وهكذا، فقد أصدرت هذه الغرفة وقضاتها بجلالهم و ووقارهم وزن علمهم ضد نقيب المحامين المنتخب مؤخرا بطريقة شرعية قرارا أبطل انتخابه معللا ما ذهب اليه ان ذلك المحامي المنتخب نقيبا سبق أن توبع من قبل هيئته المهنية تأديبيا قبل خمس سنوات رغم عدم صدور أي حكم بإدانته.
إن قرارا من هذا الحجْم يصعُب وصف درجة تواضُعه، إنه في اعتقادي بكل تَواضع وببسَاطة يشكل قِمة العَبقرية في قَلب قَواعد القانون وانتهاكِ مَبادئ العَدالة، إنه استهتار بالأمن القضائي للمتقاضي الذي لا يُعذر أي قاضي إن هو تهاون في ضمانه في أحْكَامه، إن مثل هذا القرار هو مع كل أسف من يجعلنا نُدرك لماذا تَطاولت إحدى المحاكم الأمريكية للجهر بأنها لا تعترف بقرار قضائي مغربي.
القضاء اليوم بكل ما أوتي من حصانة دستورية ومن ضمانات قاتل من أجلها شعب بكل قواته السياسية والحقوقية والمهنية، وأدى من أجلها ألاف الضحايا من حرياتهم الثمن الباهض بسبب قرارات جائرة يعرفها التاريخ والرأي العام بكل التفاصيل وثقتها تقارير هيئة الانصاف والمصالحة، لا يمكن له أن يعود لسنوات الرصاص بمثل هذا الحجم من الانزلاق في خرق الدستور وفي الاجتهاد فيما لا يمكن فيه الاجتهاد.
فعلى من لا قُدرهَ له على فَهم الفرق بين فَتح مٌتابعة التي تسْقطت من كل اعتبار بقؤار الحِفظ ودون إدانة وما بين المتَابعة التي تنتهي بحكم ابتدائي ثم بقرار نهائي حائز لقوة الشئ المقضي به، عليه أن يتخلى عن وظيفته في القضاء، إذ لا يمكن ان تقض القاضيي بين الناس إلا من كان يمتلك القانون ومن لا يؤوله تأويلا مُحرفا، ومن لا يقدر على فهم معنى وحدود السوابق وفلسفة السابِقة التأديبية أو القضائية لا يمكن له ان يحفظ المتقاضين بمراكزهم القانونية بكل عَدل ونزاهة، ومن يُجرد الانسان من بَراءته ومن مُواطنته وما يتصل بها من حقوق مثل ان حقه أن يكون ناخبا او منتخبا ممثلا لفرد او لجماعة او لأمة لا يمكن بالطبع ان تقلده مَصائر الناس ولا ان يتولى عليهم الحكم والقضاء.
ان قُضاة غرفة المشورة بمَحكمة الاستيناف بمراكش اعتمَدوا لإسْقاط انتخابِ نقيب للمحامين على مجرد فتح متابعة انتهت بقرار قضائي حفظها - والحفظ في لغة التأديب عند القانونيين يسَاوى البراءة - وقالوا بأن فتح المتابِعة وحدها تَمنع من مُمارسة حق من الحقوق المدنية وهو الترشيح لمهمة النقيب، وهكذا فإن هذا القرار الخطير لم يستوعب في مقاربته المتطرفة هاته ولم يدرك آثارها المدمرة لحرية الناس وأمنهم القانوني والقضائي، وهو بهذا التوجه يفتح باب الفتنة وسط ألاف المحامين ويُشجع على فَتح المتابعات يَميناً ويسَارا لوقف طُموح فلان في الترشيح طوال حُياته ولإِبعَاد فلان عن المنافسة للوصول للمسؤولية داخل المؤسسات المهنية،
:ومن هنا يكرس قرار غرفة المشورة وضعا خَطيرا يضرب
. أولا :المشروعية الدستورية التي تحظى بها قرينة البراءة
.ثانيا :يخلق اضطرابا وفوضى في الاستقرار الاجتما
ثالثا :يسيء لمصداقية القرارات القضائية نفسها.
ورابعا: يرجع المغرب من جديد لعهد الشطط القضائي ورصاص الاحكام الجائرة
يَعرف الرأي العَام القضائي والمِــــهني، كم من قاضي يُمارس اليوم مهام الحُكم أو النيابة العامة سَبق و أن صَدر في حقه مقرر تأديبي من المجلس الأعلى للقضاء ولم تقع تنحيته من المهام القضائية بل ولم يسقط حقه في الترقي وربما في تولي مسؤوليات في السلم القضائي، وكم من قاضي فتحت ضده المتابعة التأديبة فقط دون حكم بأية عقوبة في حقه ولم يمنعه المجلس الأعلى للقضاء كذلك يمنه أو ينحيه من مباشرة مهامه، وكم من قاضي أدب لسبب ما وتم نقله الى محكمة اخرى ولم يمنع ذلك من الممارسة، فكيف لقرار محكمة الإستيناف بمراكش اليوم جَنج للهاوية ليصنع من اللا شئ شيئا و يختلق سَابقة مُشيئة لسُمعة القضاء لا نَقبَلها له أبدا.
إن المصِيبة تتجاوز المحَامي الذي أسْقطته غُرفة المشورة برصَاصة الجهل بالقانون وقَتلت مَعه قرينة البراءة، إن المصيبة هي أن الأحكام التي لا تصدر طبقا للقانون كما ينص الدستور على ذلك تكون سَاقطة ومَعدُومَة ولا يمكن تنفيذها، ومن ينفذها يكون كمن يدعو للخروج عن طاعة المشروعية ويكرس الظلم، وفي النهاية تجر مثل هذه القرارات على قضاتنا وعلى احكامهم الشكك والريبة وتضعف من مصداقية المؤسسات.
أعتقد ان المسؤولية الشخصية والمهنية للقضاة المُصَدرين - لصَك قَتل قرينة البراءة - بغرفة المشورة بمراكش، مسؤولية مهنية وأخلاقية لن ينساها تاريخ العمل القضائي السيئ بالمغرب، وأن مسؤولية النيابة العامة لا تقل عنها قوة ومَستوى، ومن هنا لابد أن تتراجع النيابة العامة عن طعنها وتتنازل عنه حتى لا تتدرب على استعمل مسطرة فتح المتابعة فقط أو سلطة المطالبة بالإحالة على مجالس التأديب فقط للتصدي لحقوق ومنع مَمارستها باستبداد مكشوف.
وعكس ما يقوله الشاعر، أقول أنــــــه في الليلة الظلمَاء لا يفـــقتد البــَــــدر،
أعتقد أن النيابة العامة ستستحيي طلب تنفيذ قرار معدوم صدر ضد القانون كما يفرض الدستور.
لأنني على يقين أنه لا زال فينا قضـــــاة ومحاميـــــن من الكبار من لا يُعلموننــــــا السحـْــــــرَ.