MarocDroit  -  موقع العلوم القانونية
plateforme des décideurs juridiques - Platform of Legal Decision-Makers




التجربة المغربية في الخدمة الإجتماعية

     



ذ.محمد الأرضي
أخصائي إجتماعي
رئيس الجمعية المغربية للمساعدين الإجتماعيين






  شهد العقد الأخير من هذه الألفية تحولات إقتصادية وإجتماعية وسياسية كبيرة جدا أمام الإنتشار المهول لعديد من الظواهر الإجتماعية الخطيرة بالمغرب : الجريمة ،البطالة ،العنف.....وفشل الساسات العمومية في مواجهتها وضعف المشاركة الساسية والإقضاء الإجتماعي فرض على الدولة إعادة النظر في هذه الخيارات لتجاوز الأزمة الإجتماعية فكانت البداية سنة 2004  بإنشاء وزارة التنمية الإجتماعية في عهد المرحوم الدكتور الهاروشي وطهور العديد من المراكز ومؤسسات الرعاية الإجتماعية من أجل التخفيف من حدة هذه الظواهر والعمل مع النساء المعنفات ،أطفال في وضعية صعبة،الفقر...ومجالات أخرى .

 
  لكن وللأسف الشديد لم تعمل الدولة على توفير الأطر البشرية المؤهلة والمتخصصة في مجال العمل الإجتماعي المهني كما هو الحال باوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والعمل على مأسسة العمل الإجتماعي حتى لا يظل عرضة للدعاية السياسية والمصالح الإنتخابية وتدخل الإنتهازيين والمتملقين.

وفي شهر ماي من   سنة 2005  أعلن الملك محمد السادس عن إنطلاق ورش المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للنهوض بالفئات المحرومة والفقيرة  لكن المنطق السليم كا ن يفترض أن تناط مهمة تدبير هذا الملف لوزارة التنمية الإجتماعية عوض أن يظل بيد بعض أصحاب المصالح الخاصة . فالمغرب لا يزال يحتل مراتب جدا متأخرة في مجال التنمية البشرية الرتبة 130 من أصل 187  دولة في العالم حسب أخر تقرير للأمم المتحدة في تصنيف الدول المتقدمة في هذا الباب.

 
  وفي سنة 2008  تم إحداث مسالك المساعدة الإجتماعية بالعديد من الجامعات المغربية لتكوين 6000 مساعد إجتماعي أو أخصائي إجتماعي كما نصت الإتفاقية التي أبرمت بين وزارة التنمية الإجتماعية ووزارة التعليم العالي تجربة لا والت تحتاج الى تدبير علمي ومهني من أجل تكوين أطر بشرية في مجال المساعدة الإجتماعية يتوفرون على أليات التدخل الإجتماعي بمهنية عالية وإحترافية في ظل التطور التكنولوجي الهائل وتزايد الشمكلات الإجتماعية وتعقدها .فرغم المجهودات الخاصة التي تبذل على مستوى الجامعة لم تتمكن هذه الأخير من فهم فلسفة الخدمة الإجتماعية والغاية منها وأهميتها في المجتمع :عشوائية في برامج التكوين،إنسداد في الأفق،غياب برامج خاصة بالتداريب،عدم إشارك المتخرجين للمساهمة في تطوير التكوين وإمداد الجامعة
بالتجارب والخبرات المتراكمة  ....فإلى متى هذا الواقع ؟

ولفهم ماهية الخدمة الإجتماعية سأستعرض في هذا المقال مجموعة من التجارب العالمية كالتالي:

تجربة الولايات المتحدة الأمريكية:

  تعتبر البداية الحقيقية للمهنة سنة 1898  بتدريب أول فوج من المتطوعين للعمل في مجال جمعيات الإحسان ،بعذ ذلك أنشات أول مدرسة للخدمة الإجتماعية في جامعة Columbia تحت شعار مهن جديدة New prfession  وتشير بعض الدراسات في سنة 1960  كان هناك أزيد من 116000  أخصائي إجتماعي منهم 65  يعملون في الأجهزة الحكومية الفيديرالية حيث إتخدت الخدمة الإجتماعية بعذ ذلك طابعا مهنيا يقوم على منهج منظم مؤسسي يعمل على وقاية الناس من المشكلات الإجتماعية ومساعدتهم على حلها ودعمهم للقيام بالوظائف الإجتماعية بشكل متوازن .فهي مهمنة تمارس لتحقيق خدمات إنسانية بشكل علمي  ومهني Scientific and technical practice  في إطار نظام إجتماعي متكامل معترف به.
من هنا كانت الخدمة الإجتماعية هي المهنة الأساسية التي تطورت في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية على وجه التحديد .

ظهور الخدمة الإجتماعية في دول العالم الثالت

  حيث لعبت بعض الهيئات الدولية والأمريكية -  UN ،هيئة المساعدات الأمريكية للتنمية،بعض مدارس الخدمة الإجتماعية،برنامج فولبير ايت -  دورا هاما في ظهور و إنتشار مهنة الأخصائيين الإجتماعيين في دول العالم الثالت لتجاوز المشكلات المرتبطة بالتخلف والفقر قبيل مرحلة الإستقلال .

  • 1954 ظهور أول مدرسة للخدمة الإجتماعية بباكستان
  • 1946 ظهور أول مدرسة للخدمة الإجتماعية في الهند
  • 1957أندونيسيا
  • 1958إيران
  • 1960 أوغندا بدعم من منظمة اليونيسيف
  • 1967السودان بناء على توصية المستشار الأمريكي للشؤون الإفريفية بهيئة الأمم المتحدة
 
 ومن أجل النهوض وتطوير الخدمة الإجتماعية بالمغرب لتتمكن من القيام بدورها المهني في مساعدة الأفراد والمجموعات والمجتمعات لتجاوز الصعوبات والإسهام في  التقدم والرقي يجب على أصحاب القرار السياسي إدراك أهمية ودور الأخصائيين الإجتماعيين أو المساعدين الإجتماعيين ونجاعة تدخلهم في إنجاح البرامج والمشاريع التنموية بفضل تكوينهم العلمي والفني في هذا المجال .



الاحد 19 ماي 2013
MarocDroit منصة مغرب القانون "الأصلية"

تعليق جديد
Twitter