سمع علي بإقدام الجماعة على تفويت مساحات أرضية مخصصة لدفن العائلات بالمقابر، فقام باقتناء مساحة مخصصة لقبرين احدهما له والثاني لزوجته، وبعد خمس سنوات توفيت الزوجة بعد مرض عضال لم ينفعه معه علاج فوجد القبر في انتظارها الذي أفنى جزء من حياته في ادخار مبلغه معتبرا أن اقتناء القبر مكان الدفن أو الإيصاء به له مرجعية من السنة لسبق إيصاء الرسول محمد صلى عليه وسلم بأن يدفن بجانبه رفيقه أبو بكر الصديق "في حجرة السيدة عائشة بنت أبي بكر التي كانت تسكنها مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي التي دُفِن فيها بعد وفاته.
ثم دفن فيها بعد ذلك أبو بكر الصديق سنة 13 هـ وكان قد أوصى عائشة أن يدفن إلى جانب رفيقه رسول الله محمد، فلما توفي حفر لهُ وجعل رأسه عند كتفي الرسول.
ودفن فيها بعدهما عمر بن الخطاب سنة 24 هـ إلى جانب الصديق، وكان قد استأذن عائشة في ذلك فأذنت له"كما أنه جزء من الشعور بأن حياة الدنيا فانية وأن الآخرة هي الدار الأبقى مادام أنه كان يعمل لدنياه كأنه سيعيش أبدا ولآخرته كأنه سيموت غدا ، وكان كلما ترحم عليها في قبرها أيام الجمعة والأعياد إلا وتذكر قرب رحيله ونهاية رحلته الدنيوية بالتأمل في قبره الذي ظل يترقبه هو الآخر في زيارته آملا ألا يطول به البقاء وحيدا ، وبعد مضي خمس سنوات من فراق زوجته فوجئ مؤخرا بصدور قرار بلدي يمنع من الدفن بالمقبرة لقدمها وامتلاء أغلب الأماكن بها،فتقدم بشكاية لرئيس المجلس البلدي في قرار إغلاق المقبرة في وجه دفن الأموات الجدد ناعيا عليه حقه في ملكية القبر والمساس بحقه المكتسب الذي نشأ في ظل قرار يسمح بالتملك والدفن طالما أن القرار لا يجب أن يسري بأثر رجعي ،فضلا عن أن مكانه محفوظ ولم يشغل ،وأن القرار لا يمس إلا بالأشخاص الذين لم يقتنوا حقوقهم بشكل سابق على القرار البلدي ،فرفض المجلس الشكوى باعتبارالقرار سار على الجميع دون استثناء لا فرق بين من يتملك حقوق أو غيره .
فنصحه محاميه بالطعن في القرار أمام المحكمة الإدارية بنفس الوسائل المبينة في شكايته مؤسسا طعنه على الشطط في استعمال السلطة مدليا للمحكمة بالواقعة المتعرض لها آنفا والمستخلصة من دروس السيرة النبوية والسلف والتي تحض على اختيار مكان للدفن بجانب الزوج تقديرا منهما لحسن المعاشرة والرابطة المقدسة التي كانت تجمعهما والتي شاءت الأقدار أن تمتد بعد وفاتهما كعربون على الصدق والوفاء .
وبعد ستة أشهر صدر الحكم بعدم قبول الدعوى لمضي أجل الطعن رغم أن القرار سلبي ومستمر في إنتاج آثاره القانونية ولا يخضع لأي أجل بحيث يبقى الأجل مفتوحا ،واعتبر "علي" الحكم صادما له ولآماله بصرف النظر عن ثغراته القانونية، لكن ما حز في نفسه وأيقظ فيها شعورا بالغربة والغرابة، كيف يقول له المحاقظ على المقبرة "أن أرض الله واسعة ويمكن أن تدفن في أي مكان فيها ،وكيف تخطط للمستقبل؟،
مستقبل الموت،
خطط للحياة الدنيا واستلذ ملذاتها واركب أمواجها وعش حياتك وانسى زوجتك "منطق كهذا أفقده صوابه عن عدم تقدير الحياة والموت والآخرة ،فراح يردد في الأسواق وفي مقر الجماعة والمحكمة الإدارية والمقبرة القديمة والجديدة أينما حل وارتحل "أريد أن أدفن بجانب زوجتي "نصحته بسلوك طرق الطعن لعلها تعيد عقله إليه و يتوب هو والناس حولهم عن الأفكار السوداوية المظلمة التي لا تعرف لحرمة الأموات والأحياء قائمة، ولله في خلقه شؤون.
ثم دفن فيها بعد ذلك أبو بكر الصديق سنة 13 هـ وكان قد أوصى عائشة أن يدفن إلى جانب رفيقه رسول الله محمد، فلما توفي حفر لهُ وجعل رأسه عند كتفي الرسول.
ودفن فيها بعدهما عمر بن الخطاب سنة 24 هـ إلى جانب الصديق، وكان قد استأذن عائشة في ذلك فأذنت له"كما أنه جزء من الشعور بأن حياة الدنيا فانية وأن الآخرة هي الدار الأبقى مادام أنه كان يعمل لدنياه كأنه سيعيش أبدا ولآخرته كأنه سيموت غدا ، وكان كلما ترحم عليها في قبرها أيام الجمعة والأعياد إلا وتذكر قرب رحيله ونهاية رحلته الدنيوية بالتأمل في قبره الذي ظل يترقبه هو الآخر في زيارته آملا ألا يطول به البقاء وحيدا ، وبعد مضي خمس سنوات من فراق زوجته فوجئ مؤخرا بصدور قرار بلدي يمنع من الدفن بالمقبرة لقدمها وامتلاء أغلب الأماكن بها،فتقدم بشكاية لرئيس المجلس البلدي في قرار إغلاق المقبرة في وجه دفن الأموات الجدد ناعيا عليه حقه في ملكية القبر والمساس بحقه المكتسب الذي نشأ في ظل قرار يسمح بالتملك والدفن طالما أن القرار لا يجب أن يسري بأثر رجعي ،فضلا عن أن مكانه محفوظ ولم يشغل ،وأن القرار لا يمس إلا بالأشخاص الذين لم يقتنوا حقوقهم بشكل سابق على القرار البلدي ،فرفض المجلس الشكوى باعتبارالقرار سار على الجميع دون استثناء لا فرق بين من يتملك حقوق أو غيره .
فنصحه محاميه بالطعن في القرار أمام المحكمة الإدارية بنفس الوسائل المبينة في شكايته مؤسسا طعنه على الشطط في استعمال السلطة مدليا للمحكمة بالواقعة المتعرض لها آنفا والمستخلصة من دروس السيرة النبوية والسلف والتي تحض على اختيار مكان للدفن بجانب الزوج تقديرا منهما لحسن المعاشرة والرابطة المقدسة التي كانت تجمعهما والتي شاءت الأقدار أن تمتد بعد وفاتهما كعربون على الصدق والوفاء .
وبعد ستة أشهر صدر الحكم بعدم قبول الدعوى لمضي أجل الطعن رغم أن القرار سلبي ومستمر في إنتاج آثاره القانونية ولا يخضع لأي أجل بحيث يبقى الأجل مفتوحا ،واعتبر "علي" الحكم صادما له ولآماله بصرف النظر عن ثغراته القانونية، لكن ما حز في نفسه وأيقظ فيها شعورا بالغربة والغرابة، كيف يقول له المحاقظ على المقبرة "أن أرض الله واسعة ويمكن أن تدفن في أي مكان فيها ،وكيف تخطط للمستقبل؟،
مستقبل الموت،
خطط للحياة الدنيا واستلذ ملذاتها واركب أمواجها وعش حياتك وانسى زوجتك "منطق كهذا أفقده صوابه عن عدم تقدير الحياة والموت والآخرة ،فراح يردد في الأسواق وفي مقر الجماعة والمحكمة الإدارية والمقبرة القديمة والجديدة أينما حل وارتحل "أريد أن أدفن بجانب زوجتي "نصحته بسلوك طرق الطعن لعلها تعيد عقله إليه و يتوب هو والناس حولهم عن الأفكار السوداوية المظلمة التي لا تعرف لحرمة الأموات والأحياء قائمة، ولله في خلقه شؤون.