انطلق جلالة الملك في رسالته خلال القمة السابعة والعشرون للاتحاد الإفريقي بالجهود
التي بدلها المغرب مند تأسيس الاتحاد الإفريقي , من طرف الملكين المغفور له جلالة الملك محمد الخامس وجلالة الملك المغفور له الحسن الثاني, حيث انطلقت الجذور الأولى من مدينة الدار البيضاء سنة 1961 لكن المغرب غادره سنة 1984 بعد أن اعترفت بعض الدول بدولة وهمية لبعض المتمردين على الوطن الأم, وعلى قضيته التاريخية التي لم تنصف بعد تصفية الاستعمار, متناسين جهود المملكة بتاريخها العريق ظلت إلى جانب الدول الإفريقية .
مذكرا المنتظم الإفريقي بأنه رغم الغياب فالمغرب حاضر في منتظم الإفريقي في شخص جلالة الملك محمد السادس , بالعمل على مواصلة ربط المغرب بعلاقات متميزة مع الدول الإفريقية على كافة المستويات, واضعا تجربته التي راكمها في جميع المجالات رهن إشارة الدول الإفريقية الصديقة .
حيث إن المتتبع لجهود المغرب على مستوى السياسة الخارجية سيلاحظ الحضور القوي والمؤثر بشهادة الجميع المتمثل :
حضور المغرب في تنمية دول الجنوب الصحراء التعاون جنوب- جنوب
لطالما كان لجلالة الملك رغبة في التعاون بين المغرب, وبلدان إفريقيا فقد دعا في أكثر من مناسبة مند توليه العرش إلى ذلك.
فقد عبر سنة 2000 بالقاهرة وكذلك بأبيدجان إلى ضرورة العمل على القطيعة مع الماضي والتركيز على الحاضر, لمواجهة آفات الفقر والتخلف بالاعتماد على التعاون والتضامن بين الشعوب الإفريقية ,مع احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية فقد زار الملك السينغال والكودي فوار والغابُون و مالي وغينيا وساحل العاج, وهي دول دائما مساندة للمغرب في قضاياه الوطنية.
توجت الزيارات بتوقع اتفاقيات مهمة مع الدول التي زارها, و التي جرى توقيعها في الميادين الاقتصادية والاجتماعية، السكن والبنيات التحتية والطاقة والصحة و مشاريع إدماج الفئات المهشمة والمرأة فضلا على اتفاقيات التعاون في القطاع البنكي والمالي والطافي والصناعيو البئي والتكوين المهني وتدبير الموارد البشرية .........
المحافظة على أمن الدول الإفريقية وتحقيق استقرارها
إن التحديات الأمنية التي تعرفها القارة الإفريقية, المتمثلة في الأمن البحري القرصنة والتي تؤثر على التجارة الدولية ,كما أن التهديد قد امتد إلى مياه البحر العربي وكداك الساحل من المحيط الأطلسي ,إلى البحر الأحمر اقتضت رجوع المغرب إلى الاتحاد الإفريقي والمشاركة في اتخاذ القررارت الإستراتيجية , التي تواجه التحديات التي تعرفها المنطقة خصوصا وأن المغرب راكم تجربة أمنية تعتبر نموذجا ناجحا لمواجهة التهديدات التي تعرفها المنطقة خصوصا الدول العربية التي تعرف اضطراب امنيا.
كما أن الدبلوماسية الملكية في عهد الملك محمد السادس, من خلال إمارة المؤمنين قد عملت على رسم معالم السياسة الخارجية ,مع العديد من الدول التي تربطه بها روابط دينية متمثلة في الدين الإسلامي, فالمتتبع للجولات الملكية بهده الدول تظهر الترحاب من طرق القادة الدينين ,واحترامهم الكبير للملك لما تعرفه الملكية المغربية من مكانة عريقة داخل المنتظم الأفريقي الإسلامي, مند مئات السنين فالمحدد التاريخي والديني ساهم كذلك في رجوع المغرب للاتحاد الإفريقي, بالإضافة إلى مساهمته في تحقيق السلم للعديد من الدول إلى جانب الأمم المتحدة مبتعدا عن التدخلات العسكرية.
كما قدم جلالة الملك محمد السادس نموذجا لمنع انتشار الإرهاب,ومواجهة التطرف المحافظة على القيم الدينية السمحة القائمة على الوسطية والاعتدال , ودلك من خلال إنشاء مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة, ثم تأسيسها بظهير ملكي شريف أهدافها صيانة الوحدة الدينية والعقائدية من الحركات المتطرفة إلى جانب العلماء و كذلك إنشاء معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدات والمرشدين والدي عرف بدوره توافد من طرف الطلبة الأفارقة والأئمة من أجل التعلم بناء على طلبات هده الدول أهمها مالي غنيا ساحل العاج.
إن هده القيم التاريخية العريقة جعلت المغرب حاضر وبقوة, برغم من خروجه من الاتحاد
الإفريقي محققا الانصهار الحضاري, وظل المغرب ملتقى للحضارات دولة شامخة لها
تاريخ طويل ومواقف إنسانية نبيلة ,إيمانا منهم بالمصير الواحد لجميع شعوب القارة الأفريقية مستكملا ما بناه الأجداد خلال العهود الماضية.
وستكون لهده العودة نتائج مهمة على مستوى التعاون الخارجي , ومواجهة التحديات التي تعصف بالقارة الإفريقية, والتي ثم ذكرها في هدا المقال كما ستتقوى أواصر التعاون بين المنتظم الإفريقي وتأكيد على وزنه الكبير والقوي وقد جاء استجابة لدعوة العديد
من الدول الأفريقية الصديقة التي أحست بالأهمية الكبيرة للمغرب كفاعل سياسي
واقتصادي مهم خصوصا وانه من المؤسسين لهدا الكيان الاتحادي ومن حقه أن يعود له
بناء على رغبته في التواجد إلى جانب الدول الصديقة متعاونا معهم كما كان من قبل.